يتمتع التليفزيون بمقدرة فائقة علي جذب انتباه المشاهد أكثر من غيره من وسائل الاتصال الالكترونية التي تتعامل مع حاسة واحدة فقط, لأنه يجمع كلا من الصوت والصورة.
ولذلك قدمت د. زينب ابراهيم النجار استاذ علم الاجتماع بحثا عن دور الأم المصرية في توجيه أبنائها نحو مشاهدة التليفزيون لما لهذا الجهاز من تأثير علي مفاهيم البشر وخاصة الابناء الصغار حيث يتفاعل معهم مباشرة دون وسيط.. وكان الهدف من هذا البحث ترسيخ قيم ومفاهيم أصيلة عن أوجه الحياة, واكتشفت الباحثة أن التليفزيون يعود الطفل علي اللامبالاه ويقلل من حركته ويساهم في ميله الي العنف وتلقينه أشكال العنف المختلفة سواء كانت برامج مضارعة أو أفلام أكشن عربية أو أجنبية أو كرتون.
والأم مهما بذلت من محاولات تعجز عن منع ابنائها من مشاهدة هذه المناظر واذا نجحت في ذلك فإن الأطفال يسعون لرؤيتها مرة أخري من وراء ظهرها.. وقد أكدت الباحثة ضرورة الالتزام بالا تزيد مدة جلوس الطفل أمام التليفزيون علي 50 دقيقة يوميا مع ضرورة الاشتراك معه في المشاهدة لشرح الأحداث وتوضيح مبرراتها. وأكدت الباحثة أن التليفزيون هو المسئول عن الألفاظ الغريبة التي يكتسبها الأبناء, وتقليده لأبطال الأفلام والمسلسلات في كل شيء مما يعكس عمق تأثيره وأهميته كمصدر رئيسي في تشكيل عقلية الابناء وسلوكياتهم ووجدانهم وطريقة تفكيرهم. وقد أوصت الباحثة بضرورة تقديم أفلام ومسلسلات منتقاه تجمع بين الفكر, والمتعة المرئية لتوسيع دائرة معارف الأبناء مع الاهتمام بالدراما التليفزيونية التي تدعو الي الخير, وتعبر عن الحب وتقديم نماذج ناجحة يحتذي بها الأبناء في زمن أحاطت بنا أدوات الهدم من كل جانب.