[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]محمود سعد.. إعلامي لا أحد يستطيع أن ينكر قدرته على استخدام مهاراته وأدواته بشكل متميز، ولا احد ينكر قدرته الكبيرة على الفوز بقلوب المصريين في كل برامجه التلفزيونية منذ بداية ظهوره، ولا أحد ينكر أيضاً ان وزير الإعلام السابق أنس الفقي نجح من خلال مداخلته الهاتفية الشهيرة التي فضح فيها أن محمود طلب منه مسبقاً ان يجري حوارا مع الرئيس السابق حسني مبارك للمساعدة على تحسين صورته لدى الشعب المصري، في إحداث خلل في الصورة الذهنية عن محمود عند بعض من الجمهور حتى وان كانوا قلة صغيرة.
هذه الصورة الذهنية المهتزة ما بين البطولة وادعائها، ازداد اهتزازها بعد القرار المفاجئ الذي اتخذه محمود مساء أمس باستقالته نهائياً من برنامج "مصر النهارده" على الفضائية المصرية وذلك في مداخلة هاتفية له مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "العاشرة مساءً".
فالإعلامي الكبير محمود سعد برر استقالته المفاجئة بأنها جاءت بسبب رفضه تقديم حلقة السبت من برنامج "مصر النهارده"، التي كان ضيفها أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري، وشدد محمود انه لن يقبل ان يتحاور مع شفيق لان شباب الثورة لا يقبلون به رئيساً للحكومة المصرية.
والسؤال هنا: هل كل من استضافهم الإعلامي محمود سعد كانوا متفقين معه في الرأي؟ وهل أخلاقيات الإعلامي تمنعه من التحاور مع شخص أيا كان لمجرد ان رأيه مختلف مع قناعاته؟ وهل دور الإعلامي أن يترك التلفزيون الوطني في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد؟ ولماذا لم يتحاور محمود مع شفيق ليعبر له عن آراء شباب الثورة الذي أصبح محمود يتكلم باسمهم الآن ويحمل قناعاتهم؟
محمود سعد.. واستقالة لم تأت بثمارها
وسط هذه التساؤلات التي دارت في عقول اغلب الجماهير عندما أعلن محمود استقالته، تفجرت مفاجأة أخرى بعد ان صرح حازم منير، مدير تحرير برنامج "مصر النهارده"، ان ما يقوله محمود عن استقالته بسبب استضافة شفيق غير صحيح بالمرة، خاصة وان محمود كان مرحبا بالفكرة ولم يبد اعتراضه عندما قدم له الفكرة.
وأضاف منير إنهم اتصلوا بشفيق بالفعل ليطلبوا منه ان يحل ضيفاً، وهو ما وفق عليه شفيق وقتها، إلا انه اتصل بهم بعدها ليبلغهم عدم استطاعته الحضور بسبب ارتباطه ببعض الأعمال.
وإن كانت هذه المفاجأة قد أثارت تساؤلا حول السبب الخفي وراء استقالة محمود، كما أن تصريح شفيق الذي أدلى به بعد ذلك قد أثار الشبهات حول استقالة محمود في هذا الوقت بالذات، بعد ان أعلنت نيابة الأموال العامة نيتها فحص عقود مذيعي التلفزيون المصري الذين يتقاضون مبالغ كبيرة، ووضع حد أقصى للمرتبات، وسيكون نتيجة هذا التعديل حصول محمود على مبلغ مليون ونصف المليون فقط بدلا من الـ 9 ملايين الذي كان يتقاضاها من قبل.
شباب الفيس بوك ينقلبون على محمود سعد
وعقب إعلانه استقالته، شهدت صفحات الفيس بوك جدالاً وانشقاقاً واسعاً، فمنهم من حيا محمود على قراره البطولي وسط تعليقات تراوحت ما بين "تحيا الثورة ورجالها الصادقون"، "محمود رجل ويتخذ قرارات لن تنسى له"، ومنهم من انقلب على محمود بعد ان كان ينادي بتنصيبه وزيراً للإعلام، موجهين إليه اتهامات عديدة متسائلين عما إذا كان قراره نابعا عن مبدأ وقناعة خاصة، أم انه وليد اللحظة وانفعالي لكسب حب الشعب المصري.
وتساءلت هذه المجموعة المهاجمة قائلة: "إن كان محمود كارهاً لنظام مبارك بالكامل لماذا تعاون من قبل مع رجل الأعمال احمد عز في برنامج رمضاني ضخم الذي حمل عنوان (ضقوا المزاهر)".. "لماذا قام باستضافة علاء مبارك وحرمه من قبل وعاملهم معاملة لا مثيل لها، لماذا لم يستقيل في ظل حكومة نظيف الذي كان يعمها الفساد".
وبشكل عام فإننا كنا نتمنى أن يحتفظ محمود بكرسيه في التلفزيون الوطني، وان لم يكن من اجل جمهوره المحب فليكن من اجل ضميره المهني والإعلامي الذي اعتدنا على نزاهته.